في المباراة التي جمعت بين المنتخب المغربي ومنتخب ليسوتو في تصفيات كأس الأمم الإفريقية، يوم الاثنين 9 سبتمبر 2024، حقق المغرب فوزًا سهلًا على خصمه ليسوتو، في لقاء أقيم على ملعب أدرار بمدينة أكادير. المباراة كانت جزءًا من الجولة الثانية في التصفيات المؤهلة للبطولة، وكانت هذه المواجهة حاسمة لمواصلة المشوار نحو التأهل.
### **أحداث المباراة:**
بدأت المباراة بضغط مكثف من المنتخب المغربي منذ اللحظات الأولى، حيث ظهر عزم الفريق على فرض سيطرته على مجريات اللعب. قاد المدرب وليد الركراكي تشكيلته التي ضمت لاعبين مميزين مثل حكيم زياش، أشرف حكيمي، وسفيان بوفال، حيث اعتمدوا على خطط هجومية سريعة. سيطر المنتخب المغربي على الاستحواذ في الشوط الأول، وشن هجمات متكررة على مرمى منتخب ليسوتو الذي ظهر في وضع دفاعي كامل.
الهدف الأول جاء في الدقيقة الـ 15 من المباراة، بعد تمريرة عرضية دقيقة من أشرف حكيمي إلى المهاجم يوسف النصيري، الذي سجل برأسية جميلة. استمر الضغط المغربي، ولم تتأخر الأهداف الأخرى، حيث سجل حكيم زياش الهدف الثاني في الدقيقة 30 بعد تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء.
**ليسوتو**، الذي يحتل مركزًا متأخرًا في تصنيف الفيفا (149 عالميًا)، لم يكن لديه الحلول اللازمة للرد على الهجمات المتواصلة من المنتخب المغربي. رغم المحاولات القليلة للوصول إلى مرمى الحارس ياسين بونو، لم يشكل منتخب ليسوتو أي تهديد حقيقي على الدفاع المغربي.
في الشوط الثاني، واصل المغرب استعراض قوته، وأجرى المدرب الركراكي بعض التغييرات لإعطاء الفرصة لعدد من اللاعبين الاحتياطيين، مثل عبد الصمد الزلزولي وعبد الرزاق حمد الله. رغم تلك التغييرات، استمر المنتخب المغربي في السيطرة، وأضاف الهدف الثالث عن طريق سفيان بوفال في الدقيقة 60، مما جعل النتيجة تشير إلى تفوق كبير لأسود الأطلس.
في الدقائق الأخيرة من المباراة، تمكن المنتخب المغربي من تسجيل هدف رابع بفضل مجهود فردي من عبد الرزاق حمد الله، الذي راوغ دفاع ليسوتو وسدد الكرة في الزاوية البعيدة للحارس. انتهت المباراة بفوز المغرب بنتيجة 4-0، في مباراة شهدت سيطرة كاملة من أسود الأطلس.
### **تحليل الأداء المغربي:**
يمكن القول إن أداء المنتخب المغربي في هذه المباراة كان متوقعًا بالنظر إلى الفرق الكبير في التصنيف العالمي والمستوى الفني بين الفريقين. المغرب، الذي يحتل المركز الـ 14 عالميًا، ظهر في قمة مستواه، وسيطر على جميع جوانب المباراة من الناحية التكتيكية والفنية. الركراكي اعتمد على الضغط العالي والاستحواذ على الكرة، مما جعل ليسوتو غير قادر على بناء هجماته.
من الناحية الدفاعية، لم يواجه المغرب أي تهديد حقيقي من ليسوتو، حيث تعامل الدفاع المغربي بقيادة رومان سايس ونصير مزراوي بثبات كبير مع المحاولات الهجومية المحدودة للخصم. الحارس ياسين بونو، الذي يعد من أفضل الحراس في القارة الإفريقية، لم يضطر لبذل جهد كبير نظرًا لضعف الهجوم الخصم.
### **أهمية الفوز للمغرب:**
هذا الفوز منح المغرب ثلاث نقاط إضافية جعلته في صدارة مجموعته في تصفيات كأس الأمم الإفريقية. سبق للمغرب أن فاز في مباراته الأولى في التصفيات ضد الجابون بنتيجة 4-1، مما يؤكد أن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو التأهل للبطولة التي ستقام في عام 2025.
ما يميز المنتخب المغربي هو الاستمرارية في تقديم أداء قوي بعد نجاحه في كأس العالم 2022 بقطر، حيث وصل إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخ كرة القدم الإفريقية. المدرب وليد الركراكي نجح في خلق منظومة قوية تجمع بين المهارات الفردية للاعبين والتنظيم الجماعي في الملعب.
### **منتخب ليسوتو:**
على الجانب الآخر، يعاني منتخب ليسوتو من ضعف في الأداء مقارنة بمنافسيه في المجموعة. المنتخب يحتل مركزًا متأخرًا في التصنيف العالمي ولم يسبق له أن تأهل إلى أي بطولة قارية كبيرة مثل كأس الأمم الإفريقية أو كأس العالم. رغم محاولات المدرب ليسلي نوتسي لتحسين أداء الفريق، إلا أن الفوارق الكبيرة في المستوى جعلت من الصعب على ليسوتو مجاراة قوة المغرب.
ليسوتو تلقى الهزيمة الثانية في التصفيات بعد خسارته في المباراة الأولى أمام جمهورية إفريقيا الوسطى بنتيجة 3-1، مما يعقد مهمته في التأهل. الفريق يعاني من نقص في الجودة الفنية وعدم وجود لاعبين بارزين قادرين على صنع الفارق.
### **الخطوات القادمة:**
بعد هذا الفوز، سيستعد المنتخب المغربي لمواجهات أكثر صعوبة في التصفيات، حيث من المتوقع أن يواجه منتخبات قوية مثل الجابون وجمهورية إفريقيا الوسطى. هذه المباريات ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى استعداد المغرب للبطولة المقبلة، خاصة أن التوقعات تشير إلى أنه سيكون من بين الفرق المرشحة للفوز باللقب الإفريقي.
أما بالنسبة لمنتخب ليسوتو، فسيكون عليه تحسين أدائه في المباريات القادمة إذا أراد الحفاظ على فرصة التأهل. الفريق بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجيته الهجومية والدفاعية ومحاولة تقديم أداء أفضل في المباريات المتبقية.
### **الخلاصة:**
في المجمل، كانت مباراة المغرب ضد ليسوتو عبارة عن استعراض للقوة من جانب أسود الأطلس. السيطرة الكاملة على المباراة واللعب الجماعي المتناغم بين اللاعبين جعلت من الصعب على منتخب ليسوتو مجاراة المغرب. هذه النتيجة تضع المنتخب المغربي في موقف ممتاز للتأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 2025، وتؤكد استمرارية تفوقه كأحد أفضل الفرق الإفريقية في الوقت الحالي【31†source】【33†source】【34†source】.